الموقف الحازم.. والتدخل السلمي.. ونشر سيرة الرسول العطرة أنجع الحلول
الكاتب: محمد رابع سليمان - مكة المكرمة
استنكر عدد من العلماء والدعاة وأئمة المسجد الحرام الإساءة إلى جناب المصطفى صلى الله عليه وسلم من جانب الصحف السويدية وطالبوا العلماء والدعاة وطلاب العلم والمفكرين والمؤتمنين على وسائل الإعلام وحملة الأقلام باغتنام هذه النهزة السانحة لنشر سيرته العطرة بمختلف اللغات والترجمات لتعبر العالم والقارات وإخبار جميع العالم أنه رسول الإسلام والسلام وأمين وحي الملك العلام وأنه -صلى الله عليه وسلم- جاوز في الشرف والقدر الجوزاء وتبين محاسن الدين وسيرته العطرة.
تحرك إسلامي
في البداية أكد الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبدالعزيز السديس إمام وخطيب المسجد الحرام أن على العلماء والدعاة وطلاب العلم أن يذبوا عن جناب المصطفى صلى الله عليه وسلم بنشر سنته وجعلها خفاقة في العالمين وعقد الدروس والندوات لتعريف العالم بشمائله وفضائله.
وقال: «من تمام منة الكريم الوهاب أن سور هذا النبي الأواب بكرام الصحابة ذوي النخوة والنجابة والفضل والإصابة أصفياء أخيار، كماة أبرار، على عظمة كل فرد منهم تقوم دولة، وتنهض أمة وحبهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم أمر تجرض به اللهاة، وتتقصف دونه الأسلات: فلله ما أعظم هذا الدين وما أقوى إيحاءه ولله ما أكرم هذا النبي الجليل وأبهر بهاءه وما أجلى هديه وسناءه !!».
وأضاف فضيلته: «في هذه الآونة الأخيرة التي غشى الكون فيها ليل ثقيل ولفه صمت مكدود عليل وتصدع فجر المسلمين عن فاجعة تاريخية سفعاء حيث نعبت أصوات بالإفك والبهتان وجرت أقلام في أودية الزور والضلال برسومات حاقدة ماكرة تنهد لها القامة وتتزلزل لها الهامة لقد استطاعوا، وما ويا ويحهم وتعجرفوا ويا ويلهم فسخروا من أعظم جناب وأكرم من وطئ التراب، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، استهزأوا برسول رب العالمين ورحمة الخلائق أجمعين إمام الأنبياء في الأرض وفي السماء، أبر الأمم على الإطلاق وأعظمهم بإطباق صاحب المعجزات الظاهرات والآيات الباهرات». وبين فضيلته شناعة ما جاؤوا به حيث قال: «لقد جاءت تلك النفوس الباغية - التي لو صور الرجس والخبث كيانا لما تعداها - لقد جاءت شيئاً إداً، يخر له الكون هدا، تبت لهم يدا، يستهزؤون ويشتفون، ويشهرون ولا يكتفون، ويتبجحون بما ائتفك ولا يختفون قال تعالى: (والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم) (إن شائنك هو الأبتر)». ودعا فضيلته لتحركِ إسلامي وموقفٍ صارم: «أين الأعراف الدولية أين العالم بهيئاته ومنظماته حيال هذه الجريمة النكراء والفعلة الشنعاء، أين عقلاء العالم ومنصفو الإنسانية حيال هذا الاستهزاء أين المواثيق العالمية التي تصد هذا البهتان والافتراء؟! فيا أمة المليار ماذا قدمتم لنصرة المصطفى المختار».
وطالب فضيلته قادة المسلمين في كل أنحاء العالم بتجريم هذه الفعلة النكراء وتحكيم شرع الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وقال: «خاطبوا بعزم عقلاء العالم وشرفاءه للتحرك الجاد في صد هذه التطاولات ورد هذه التجاوزات والاستفزازات». كما طالب فضيلته العلماء والدعاة وطلاب العلم بنشر سنة المصطفى الكريم خفاقة في العالمين وعقد الدروس والمحاضرات والندوات لتعريف العالم بشمائله وتوجيه الأمة إلى حقيقة الإتساء به ومحبته.
واستحث فضيلته المفكرون والمؤتمنون على وسائل الإعلام وحملة الاقلام باغتنام هذه النهزة السانحة لنشر سيرته العطرة بمختلف اللغات والترجمات لتعبر العالم والقارات وأخبار جميع العالم أنه رسول الإسلام والسلام وأمين وحي الملك العلام وأنه -صلى الله عليه وسلم- جاوز في الشرف والقدر الجوزاء وتبيين محاسن الدين وسيرته العطرة، وتمنى فضيلته بأن تقر الأعين ويشفي الصدور بقنوات فضائية إسلامية عالمية تبث بلغة القوم تقول للعالم هذا ديننا الوضاء وهذا نبينا ذو الشمائل الكريمة.
كما طالب فضيلته رجال المال والأعمال بأن ينفقوا مما أتاهم الله في نصرة سيد المرسلين ودعم الخطط التي تنسف مكائد المستهزئين بخيرة الخير وسيد البشر عليه الصلاة والسلام، كما دعا الشيخ السديس النساء المسلمات لنصرة النبي الكريم وسنته بالتمسك بالحجاب والحشمة والعفاف والحذر من التبرج والسفور والاختلاط المحرم ومكائد التغريب ودعاوي الإسفاف وتنشئة الأجيال على محبة الله عز وجل ومحبة رسوله الكريم وسيرته صلى الله عليه وسلم وبذلك تتحقق نصرة الأمة بجميع أطيافها وشرائحها لنبيها وحبيبها محمد صلى الله عليه وسلم.
وقفة صارمة
من جانبه قال فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن سعد اللحيدان المستشار القضائي الخاص والأمين العام للجمعية العالمية للصحة النفسية في المملكة والخليج فيما يتعلق بالإساءة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- كما ظهر في بعض الصحف السويدية: «هذا لا يستغرب كما في قوله تعالى( لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة)، والإل هنا هي العهد والذمة هي ما يعقل بين المسلمين وغير المسلمين فبمجرد هذه القاعدة لا يكون هناك عهد بين المسلمين وبين هؤلاء».
وأضاف فضيلته: «مثل هؤلاء يُتصدى لهم بالكلمة والمحاورة وبالردود العقلية والنقلية الواردة في التوراة والإنجيل وكذلك الواردة في الكتاب والسنة ولاشك أن النيل من النبي صلى الله عليه وسلم ليس مستغرباً سواءً من أهل الكتاب أو من غير أهل الكتاب والنيل من النبي -صلى الله عليه وسلم- ينقسم إلى أقسام القسم الأول هو النيل اللفظي والقسم الثاني هو النيل العملي وهذا انتهى بموته صلى الله عليه وسلم وقد آذاه المشركون كما في حديث ابن مسعود وغيره والأمر الثالث هو النيل الوصفي والأمر الرابع النيل الفكري وهناك أمر خامس وهو النيل الاعتقادي وكلها مخرجة من الملة إذا كان الذي فعله من المسلمين أما إذا كان من غير المسلمين فلا يستغرب هذا أبداً لأن المسألة في غاية السهولة من قبل هؤلاء».
ورداً على تساؤل حول ما يجب فعله تجاه هذه الإساءة السويدية قال اللحيدان: «الواجب هو المحاورة بالعقل والحكمة وأن تتدخل وزارات الخارجية في الدول الإسلامية وتناقش وزارة خارجية السويد وأدعو كافة الدول العربية والإسلامية أن تستدعى كافة السفراء في بلادهم الذين يمثلون السويد لمناقشة هذا الوضع السيئ الذي قد يولد أمراً عكسياً يقلق منه السويد لأن السويد كما أعلم بلد مسالم وبلد يميل للسكون وفيه بعض المفكرين ولذلك أستنكر وأشجب هذا الأمر لكنني سوف أعمل بصفة شخصية على العمل الذي يسعني الله جل وعلا ثم أمام المسلمين، وإنني أدعو كافة حكام الدول الإسلامية أن يقفوا الموقف الحازم لكن بعقل وحكمة ومناقشة هادئة لأن الآثار سوف تكون سلبية على هذه الدولة المسالمة».
http://www.almadinapress.com/index.aspx?Issueid=2377&pubid=1&CatID=3&articleid=1014434تاريخ النشر في الموقع: 20/08/1428 هـ الموافق 09/02/2007 م
الرئيسية 
